الأمل والفرج، لوزير الأوقاف - صوت الدعاة - أفضل موقع عربي في خطبة الجمعة والأخبار المهمة

الأمل والفرج، لوزير الأوقاف

مع نهاية عام وبداية عام ، على كل منا أن ينظر فيما قدم ، فإن وجد خيرًا حمد الله وسأله المزيد والثبات على الحق والخير والفضيلة , وإن وجد غير ذلك بادر إلى التوبة والاستغفار المصحوبين بالعزم على الإقلاع عما كان من المعاصي والإقبال على الله (عز وجل) بروح وثابة متفائلة غير جازعة ولا يائسة من رحمته سبحانه , ذلك أن الله (عز وجل) فتح لعباده باب الأمل والتوبة واسعًا فسيحًا , حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : إِنَّ اللَّهَ (عز وجل) يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا” ,  ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ : هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ ” , وفي الحديث القدسي يقول رب العزة (عز وجل) : ” أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي ، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي ، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُ ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا ، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً”.

وقد فتح الإسلام باب الأمل واسعًا في كل شيء , ففي الحديث الصحيح : “مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ ” قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ , قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: “وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ” , وفي الحديث الشريف عن سيدنا معاذ بن جبل أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال له : يا معاذ , قال : لبيك يا رسول الله وسعديك , قال : لا يشهد عبد أن لا إله إلا الله ثم يموت على ذلك إلا دخل الجنة , قلت : أفلا أحدث الناس , قال : لا , إني أخشى أن يتكلوا عليه “.

وكما فتح رب العزة باب الأمل لعباده في أمر دينهم فتح لهم باب الأمل في أمر دنياهم , فلا ييأس مريض من أمر مرضه مهما كان داؤه عضالاً , ولنا في نبي الله أيوب (عليه السلام) أسوة حسنة , حيث يقول الحق سبحانه : ” وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ” .

ولا ييأس عقيم من عدم الإنجاب , فلنا في نبي الله إبراهيم ونبي الله زكريا (عليهما السلام) أسوة حسنة , حيث يقول الحق سبحانه في شأن سيدنا إبراهيم (عليه السلام) : “وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ” , وفي شأن سيدنا زكريا (عليه السلام) يقول الحق سبحانه : “وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ” ولا ييأس من وقع في ضيق من فضل الله وفرجه , فلنا في إبراهيم ويونس وموسى (عليهم السلام) أسوة حسنة يقول تعالى عن إبراهيم (عليه السلام) : ” قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ” , ويقول عن يونس (عليه السلام) : “وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ” , ويقول سبحانه عن موسى (عليه السلام) : ” فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ “.

وما علينا إلا أن نأخذ بالأسباب ونجتهد في الدعاء ونحسن التوكل , فمن أحسن التوكل على الله أرضاه وكفاه , ومن لجأ إليه قبله وأواه وغفر له , وبدل سيئاته حسنات , وذلك حيث يقول الحق سبحانه: ” إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا”، نسأل الله العلي العظيم أن يكون عامنا الهجري المقبل عام أمن وأمان وخير وبركة للعالمين .

عن admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

شاهد أيضاً

خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف pdf و word : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة

خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف pdf و word : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة …

خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024م : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للشيخ خالد القط

خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024م بعنوان : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للشيخ …

خطبة الجمعة بعنوان : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة بعنوان : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ …

خطبة الجمعة القادمة 17 مايو : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024 م بعنوان : واجبنا تجاه المنافع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »
Exit mobile version