Site icon صوت الدعاة – أفضل موقع عربي في خطبة الجمعة والأخبار المهمة

الشعب الفيلسوف

كل مواطن مصري في وقتنا هذا يتحدث في أي شئ ويعبر عن رأية في أي شيء حتى ولو لم يكن يعلم أي شئ المهم إنه يتحدث، ظاهرة منتشرة بشكل يدعو للسخرية في الفترة الأخيرة فكل مواطن مصري أصبح خبير اقتصادي وخبير رياضي وناشط سياسي ودعاية إسلامي وطبيب …. إلخ.

على سبيل المثال ليس أي شخص قادر علي الإفتاء في الدين وللأسف نجد أن العديد من المصريين يفتون في مجالات الدين ولكن عليك أن تحذر من الفتوي لأنك سوف تحمل ذنب من أفتيت إلية إذا كانت فتوتك غير صحيحة.

كذلك من الممكن أن تجد شخص لا يفهم الكثير في الكورة (قد لا يعرف ما المقصود بضربة المرمي) ولكنة يشتم في المدرب ويقول إنه لا يفهم كورة وأن التبديلات الصحيحة والتي يجب أن يعملها هي كذا وكذا.

وقد تجد بعض الأشخاص لا دخل لهم في السياسة ولا يعلموا عنها شئ غير القليل ومع ذلك يظل يشتم في الرئيس والوزير والمحافظ وعندما تحدثه يقولك (أنت مش شايف اللي بيحصل في البلد) فقط بعض الجمل الذي يسمعها من الناس ويكررها عديد من المرات ليقال عنه إنه مثقف.

كذلك تجد هناك بعض المصريين المستفزين الذين يحبون المعارضة فقط فمثلا إذا قلت له الحكومة ظالمة سوف يقول لك لا ويعطيك الأسباب وإذا أخبرته إن الحكومة عادلة سوف يقول لك لا ويعطيك أسباب مختلفة بالرغم من إنه قد يكون نفس الشخص.

لماذا نجد أن معظم المصريين يحبون الفتي وبصفتي مصري مثل باقي المصريين أحببت أن نتناقش اليوم عن الأسباب التي تدفع المصريين إلى الفتي هل سوف تخسر شئ إذا قلت لا أعرف هل سوف يقال عليك إنك جاهل إذا لم تفتي؟

 أم أن السبب في الفتي لدي الشعب المصري هو الرغبة في المساعدة او الرغبة في إبداء الرأي أو الطيبة الزائدة التي يتصف بها المصريين في الواقع، اما الواقع المحزن والأليم الذي يعاني منه كل مواطن مصري وإن كان ذلك هو الأقرب للحقيقة، لا أعلم لماذا يتصف الشعب المصري بالفتي وأنهم يفتون في غير مجالهم وفيما لا يعرفونه؟

                                               الكاتب/

محمود بكار عبد التواب

معيد بكلية التجارة

جامعة بني سويف

Exit mobile version